عواصم في الأول من ديسمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحافة العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بالتنافس بين شركات التكنولوجيا الكبرى والذكاء الاصطناعي ومستقبل السياسة التكنولوجية الأمريكية بالإضافة إلى تعامل منظمة الصحة العالمية مع فيروس جدري القردة.
فصحيفة "ديلي صباح التركية" نشرت مقالًا بعنوان: "عودة ترامب إلى السلطة: التنافس بين شركات التكنولوجيا الكبرى والذكاء الاصطناعي ومستقبل السياسة التكنولوجية الأمريكية" بقلم الكاتبة "جلوريا شكورتي".
ووضحت الكاتبة في بداية مقالها أنه نظرًا لولايته الأولى المثيرة للجدل من عام 2017 إلى عام 2021، هناك جدال واسع النطاق وعدم يقين يحيط بفترة ولاية دونالد ترامب الثانية.
وترى أن رئاسة ترامب ستؤثر ليس فقط على السياسات الأمريكية ولكن أيضًا على النظام العالمي ككل وسيكون أحد المجالات الأكثر تأثرًا هو التكنولوجيا.
وقالت في هذا السياق: "من العدل أن نقول إن التكنولوجيا ستواجه تأثيرات كبيرة مع تولي ترامب السلطة، ليس فقط بسبب أهميتها المتزايدة في الشؤون العالمية - وخاصة فيما يتعلق بالمنافسة بين الولايات المتحدة والصين كقوى عظمى - ولكن بشكل حاسم، لأن شركات التكنولوجيا الكبرى لم تشارك بشكل مباشر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية".
وأضافت: "لقد تجاوزت مشاركتها الإسهامات المالية التي شوهدت في الانتخابات السابقة؛ هذه المرة، اتخذت مواقف سياسية علنية بشأن المرشحين وشاركت في الحملات الانتخابية.
ومن الأمثلة البارزة على ذلك إيلون ماسك، الذي كان صريحًا في دعمه للرئيس المنتخب ترامب واستخدم بشكل استراتيجي منصة أكس التي يملكها كأداة رئيسة لدعم حملة ترامب".
وطرحت الكاتبة تساؤلًا مفاده: في ضوء هذه الخلفية، ينشأ سؤال بالغ الأهمية: ماذا يمكننا أن نتوقع من رئاسة ترامب القادمة من حيث التقدم التكنولوجي، سواء داخل الولايات المتحدة أو على مستوى العالم؟ بالإضافة إلى ذلك، ما الدور الذي ستقوم به شركات التكنولوجيا المؤثرة في تشكيل هذا العصر الجديد؟
وترى أنه من المتوقع أنه في ظل رئاسة ترامب، سيستمر التنافس بين الولايات المتحدة والصين بوصفه موضوعًا مركزيًّا للسياسة الخارجية وسيستمر في تشكيله من خلال المنافسة التكنولوجية، كما يتضح خلال حملته الانتخابية.
وأشارت إلى أن التوقعات المحتملة لإدارة ترامب المستقبلية تشمل إعادة هيكلة تمويل أشباه الموصلات مع الحفاظ على التركيز على الإنتاج المحلي، وزيادة التعريفات الجمركية على السلع الصينية، ونهج أكثر تحفظًا لدعم تايوان.
وبينت أن هذه الاستراتيجيات تعكس نية ترامب تعزيز الاعتماد على الذات في الولايات المتحدة وإعادة تأكيد السيطرة على الموارد التكنولوجية الرئيسة.
وتعتقد الكاتبة بأنه من المرجح أن تركز فترة ولاية ترامب الثانية على تحرير القيود التنظيمية واستراتيجية السوق للابتكار. ويتماشى هذا مع فلسفة ترامب الاقتصادية الأوسع نطاقًا في تقليل تدخل الحكومة والترويج لنظام بيئي للذكاء الاصطناعي بقيادة القطاع الخاص.
وفيما يتعلق بشركات التكنولوجيا الكبرى، وضحت الكاتبة أن التطورات الحالية تشير إلى أن هذه الشركات على استعداد لممارسة نفوذ كبير في إدارة ترامب الثانية.
ولقد ذكر ترامب إمكانية إنشاء وكالات "تقودها الصناعة" للإشراف على تقييمات نماذج الذكاء الاصطناعي وحمايتها من المنافسة الأجنبية، مما يؤكد على الدور المحوري الذي ستلعبه شركات التكنولوجيا الكبرى في تشكيل السياسات التكنولوجية والابتكار تحت قيادته.
وفي سياقٍ متصل، قال الكاتبان "أليكس بيجمان" و "توماس أرباين" إن شركات التكنولوجيا العملاقة تتجه نحو التسلح النووي في سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي.
وأشارا في بداية مقالهما الذي نشرته صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية إلى أن أمازون ومايكروسوفت وجوجل يسعون الآن إلى التفوق على بعضهم البعض من خلال الإعلانات المتعلقة بالطاقة الذرية، والتي يأملون في تشغيل تقنية تستهلك الكهرباء بمعدل ينذر بالخطر.
وبينا أن شركات التكنولوجيا العملاقة في الولايات المتحدة، مقتنعة بأن الذكاء الاصطناعي هو الفصل الكبير التالي للتكنولوجيا، تستثمر مليارات الدولارات لتوسيع مراكز البيانات على مستوى العالم.
وذكرا أنه وفقًا لبحث جولدمان ساكس (وهي مؤسّسة خدمات ماليَّة وإستثماريَّة أمريكيَّة متعددة الجنسيَّات)، ستستهلك مراكز البيانات ثمانية بالمائة من الطاقة في الولايات المتحدة بحلول عام 2030، ارتفاعًا من ثلاثة بالمائة في عام 2022.
وفي أوروبا، ستتوافق احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2030 مع الاستهلاك الحالي المشترك للبرتغال واليونان وهولندا.
ونوها إلى أن القوة الدافعة هي شركات التكنولوجيا العملاقة التي تريد بناء أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها استخدام مراكز بيانات أكبر، والتي تتسبب في كمية هائلة من استهلاك الكهرباء وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ووضح الكاتبان أنه مع سعي شركات التكنولوجيا إلى مصادر الطاقة لتلبية هذه المطالب مع الحفاظ على التزامات الانبعاثات الكربونية الصفرية، ظهرت الطاقة النووية كخيار مقنع.
وعلى الرغم من أنها مكلفة وحساسة سياسياًّ للبناء، فإن الطاقة النووية توفر كهرباء ثابتة وخالية من الكربون بمجرد تشغيلها.
واقتبسا في هذا السياق حديث جاكوبو بونجيورنو، وهو أستاذ العلوم والهندسة النووية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي قال: "شركات التكنولوجيا ليست في حالة حب مع الطاقة النووية، لكنها تريد طاقة خالية من الكربون وموثوقة ويمكن التنبؤ بها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. قد تكون التكلفة مرتفعة، لكنها متوقعة لمدة 60 عامًا".
وأكد الكاتبان على أن بناء المفاعلات النووية أكثر تكلفة بكثير من بناء مرافق الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، لذلك فإن الطاقة النووية لا معنى لها إلا بالنسبة لشركات التكنولوجيا العملاقة التي تولد عشرات المليارات من الأرباح السنوية.
وقال روب بيتنكورت من شركة أبولو جلوبال مانجمنت إن تكلفة بناء مركز البيانات في الصناعة تبلغ تريليون دولار وأن إمدادات الكهرباء المطلوبة هائلة.
وذكر الكاتبان أن مايكروسوفت قد أعلنت أخيرا عن اتفاقية مدتها 20 عامًا مع شركة كونستيليشن إنيرجي لإعادة تشغيل الوحدة الأولى في جزيرة ثري مايل، والتي تم إغلاقها قبل خمس سنوات لأسباب اقتصادية.
وقد أثار هذا الإعلان وتراً حساساً في الولايات المتحدة، حيث تسبب الانهيار الجزئي للوحدة الثانية في عام 1979 في حالة من الذعر في الولايات المتحدة وأدى إلى توقف التوسع في الطاقة النووية.
وبالمثل، تتجه خدمات أمازون ويب إلى المفاعل الذي يبلغ عمره 40 عاماً في محطة سوسكويهانا البخارية الكهربائية لتشغيل مجمع مركز بيانات قريب.
وتتعاون جوجل مع شركة كاريوس للطاقة لتطوير المفاعلات المعيارية الصغيرة التي يمكن أن تكون جاهزة للعمل في وقت مبكر من عام 2030.
ومن وجهة نظر كاتبي المقال، فإن التحديات لا تزال قائمة. فقد لا تكون تقنية المفاعلات المعيارية الصغيرة موثوقة على الفور، وتفتقر شركات التكنولوجيا العملاقة إلى الخبرة في المشروعات النووية التي قد تشهد مفاجآت غير سارة على طول الطريق.
وتظل المخاوف المتعلقة بالسلامة قائمة أيضا، نظرا لتاريخ الحوادث النووية مثل تشيرنوبيل وفوكوشيما، الكارثة التي وقعت في اليابان عام 2011.
من جانب آخر، نشرت وكالة "تريبيون كونتينت" مقالًا قالت فيه إنه رغم أهمية إدارة تفشي الفيروسات كواحدة من وظائف منظمة الصحة العالمية، إلا أن الاستجابة البطيئة للمنظمة في التعامل مع فيروس جدري القردة يثير الكثير من علامات الاستفهام.
وفي هذا السياق، أكد المقال على أن عملية التنظيم التي تتسم بالحذر والتعقيد الشديدين التي تنتهجها منظمة الصحة العالمية أدت إلى توقف تسليم اللقاح لعدة أشهر قبل منح الموافقة عليه في شهر سبتمبر الماضي، وفي غضون ذلك، فقد المئات أرواحهم، وكان العديد منهم من الأطفال.
وأشار المقال إلى أن جدري القرود تم اكتشافه لأول مرة في القرود المستخدمة في الأبحاث في عام 1958. وبدأ الفيروس ينتشر بين البشر في غرب ووسط أفريقيا بعد أكثر من عقد من الزمان.
وهذا العام، تم الإبلاغ عن أكثر من 27 ألف حالة مشتبه بها و800 حالة وفاة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. (انحسر تفش خطير في عام 2022، بدأ في أوروبا وانتشر إلى الولايات المتحدة، إلى حد كبير في العام الماضي، على الرغم من أن جدري القردة لم يتوقف عن الانتشار في الكونغو.)
ووضح المقال أن نسخة جديدة أكثر فتكًا وضراوة من فيروس جدري القردة قد تم اكتشافها في عام 2023.
ومثل الفاشيات السابقة، فإن أعراضه تشبه أعراض الأنفلونزا وتشمل الطفح الجلدي الذي يمكن أن يتطور إلى بثور أو آفات تغطي الجسم. عندما تنفجر هذه القروح المؤلمة في الفم والحلق، يمكن أن يصبح تناول الطعام صعبًا؛ وقد مات بعض الأطفال جوعاً نتيجة لذلك.
وذكر المقال أن البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط مثل الكونغو تعتمد عادةً على اليونيسيف والتحالف العالمي للقاحات لشراء وتوزيع اللقاحات.
وقبل القيام بذلك، يجب أن تحصل المجموعات على موافقة من منظمة الصحة العالمية، والتي يمكنها إما "التأهيل المسبق" للقاحات - من خلال إجراء تقييمات البيانات الخاصة بها وعمليات التفتيش والاختبار - أو إصدار ما يسمى بقائمة الاستخدام في حالات الطوارئ والتي من شأنها تسريع الوصول إلى المنتجات غير المرخصة.
وأكد المقال على أنه على مدى عامين، لم تسلك منظمة الصحة العالمية أيًّا من المسارين.
وعلى الرغم من تبادل المسؤولين الكونغوليين بانتظام للبيانات مع منظمة الصحة العالمية ــ والتقارير التي تفيد بأن شركة بافاريان نورديك إيه إس، الشركة المصنعة الرئيسة، قدمت البحث المستخدم للموافقة الأوروبية ــ قالت المنظمة إنها لا تملك البيانات المطلوبة للتأهيل المسبق.
ووضح المقال أنه في غياب التجارب السريرية العشوائية، من الصعب تقييم ما إذا كانت اللقاحات المعتمدة في أوروبا والولايات المتحدة فعالة ضد نسخة الفيروس المنتشرة في الكونغو. وعلاوة على ذلك، فإن إعطاء لقاح غير مصرح به لسكان أصحاء بخلاف ذلك، بما في ذلك الأطفال، قد يكون محفوفا بالمخاطر.
/العُمانية/
أحمد صوبان