عواصم في 18 ديسمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بالمنافسة والانقسام في سياق ميثاق المستقبل، ونتائج قمة المناخ الأخيرة على الدول النامية بالإضافة إلى تأثيرات الذكاء الاصطناعي على كوكب الأرض.
فصحيفة "كوريا تايمز" نشرت مقالًا بعنوان: "ميثاق المستقبل: ضرورة التغلب على المنافسة والانقسام" بقلم الكاتبة "كازوكو هيكاوا" وهي نائبة المدير وأستاذة في مركز أبحاث إلغاء الأسلحة النووية بجامعة ناغازاكي، فضلاً عن كونها عضوًا في شبكة القيادة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح.
وأشارت الكاتبة في بداية مقالها إلى أنه في قمة المستقبل التي عقدت في 22 سبتمبر الماضي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اعتمد رؤساء الدول "ميثاق المستقبل". وقد تم إعداد الوثيقة والتفاوض عليها من خلال عملية استمرت عامًا لم تشمل الحكومات فحسب بل والمجتمع المدني أيضًا.
وبينت أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد اقترح فكرة قمة المستقبل في تقريره الصادر في سبتمبر 2021 بعنوان "أجندتنا المشتركة"، الذي استند إلى إعلان الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2020.
وقد قررت الجمعية العامة عقد قمة المستقبل في عام 2024 واعتماد وثيقة موجهة نحو العمل بعنوان "ميثاق المستقبل".
وذكرت الكاتبة أن "ميثاق المستقبل" يتألف من خمسة فصول وهي: التنمية المستدامة والتمويل من أجل التنمية، والسلام والأمن الدوليين، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتعاون الرقمي، والشباب والأجيال القادمة، وتحويل الحوكمة العالمية. كما يتضح من هيكل فصوله، فإن الرؤية الموضحة في الميثاق لا تقتصر على قضايا التنمية، بل إنها تتناول بدلاً من ذلك مجموعة أوسع وأكثر شمولاً من الموضوعات.
ولفتت الكاتبة إلى أن القادة أكدوا على أهمية التعاون والتضامن عندما جاء في الميثاق أن "تحدياتنا مترابطة بشكل عميق وتتجاوز بكثير قدرة أي دولة بمفردها. ولا يمكن معالجتها إلا بشكل جماعي، من خلال التعاون الدولي القوي والمستدام الذي يسترشد بالثقة والتضامن لصالح الجميع وتسخير قوة أولئك الذين يمكنهم الإسهام من جميع القطاعات والأجيال".
وفي حين أن التعاون والتضامن ضروريان لحل هذه القضايا المعقدة والمترابطة، فإن "ميثاق المستقبل" يتعامل مع كل قضية باعتبارها قضية منفصلة بدلاً من تبني إطار شامل. ورغم ذلك، ترى الكاتبة أن الوثيقة تفتقر إلى مقترحات ملموسة لحل المشاكل أو تحقيق التضامن والتعاون الذي تدعو إليه.
وأكدت على أن البيئة الجيوسياسية الحالية ــ التي تهيمن عليها المنافسة والانقسام ــ تشكل عقبة كبيرة أمام التعاون الهادف بين الدول. ولا يتناول "ميثاق المستقبل" بشكل كاف كيفية التغلب على هذه الانقسامات أو تعزيز التعاون الأكثر فعالية في مثل هذا المشهد الدولي الممزق.
ومن وجهة نظرها ومنذ اعتماد إعلان إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للأمم المتحدة في عام 2020، والذي أكد أيضا على أهمية التعاون والتضامن، لم يتحسن العديد من القضايا وأبرزها الإعلان بل ساءت بدلا من ذلك.
وذكرت أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، المحرك الرئيس للاحتباس الحراري وتغير المناخ، قد بلغت مستوى قياسيًّا مرتفعًا في عام 2023. بالإضافة إلى ذلك، بدأت الحرب بين روسيا أوكرانيا في عام 2022، واشتد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في عام 2023.
وقالت في ختام مقالها إن هذا يثير تساؤلاً بالغ الأهمية حول كيفية التغلب على قضايا المنافسة والانقسام.
من جانبه، يرى الكاتب "موريس مكابي" أن تعهدات مؤتمر المناخ COP29 كانت قليلة ومتأخرة للغاية، مشيرًا إلى أن معظم البلدان الأفريقية مثقلة بقروض تمويل المناخ، وتلحق الضرر باقتصاداتها الهشة.
ووضح في مقاله الذي نشرته صحيفة "ستار" الكينية أن مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف (COP 29) الذي خُتم أخيرا في العاصمة الأذربيجانية باكو قد أثار مناقشات ساخنة في معظم البلدان النامية، مثل الدول الأفريقية.
وبين أن محور هذه المناقشات ركز على ما إذا كانت أفريقيا قد تلقت التزامات مالية مواتية للمناخ لمعالجة التأثيرات المتزايدة باستمرار لتغير المناخ.
ولفت إلى أن البلدان الأكثر ثراءً وافقت على زيادة تمويلها إلى 300 مليار دولار سنويًّا بحلول عام 2035 لمساعدة البلدان النامية على التكيف والتخفيف من الكوارث الناجمة عن تغير المناخ بالإضافة إلى ذلك، توصل المفاوضون إلى توافق في الآراء بشأن عناصر مفيدة أخرى، مثل معايير أرصدة الكربون بموجب المادة 6.4 من اتفاق باريس، والتي تنشئ سوقًا دولية للكربون للحدّ من انبعاثات الغازات المسبّبة للانحباس الحراري العالمي.
ومع ذلك، يعتقد الكاتب بأن الجانب الأكثر أهمية بالنسبة للمجموعة الأفريقية للمفاوضين هو الاتفاق على الالتزام العاجل بتخصيص 1.3 تريليون دولار للعمل المناخي.
وأكد على أنه كانت ولا تزال هناك انزعاجات بشأن كيفية انتهاء مؤتمر الأطراف COP29. وذكر أن بعض أعضاء المجموعة الأفريقية للمفاوضين قد أشاروا إلى التعهد باعتباره "قليلاً ومتأخراً للغاية"، في حين وصفه ممثل الهند بأنه "مبلغ زهيد".
وبالإضافة إلى ذلك، نوه الكاتب إلى أن الحديث الايجابي عن النفط والغاز في قمة المناخ قد أثار الكثير من المخاوف بشأن حسن نية بعض المندوبين، خاصةً خلال اجتماع عالمي يعقد لمناقشة سبل الانتقال من النفط والغاز إلى الطاقة النظيفة.
وأشار إلى أنه في حالة أفريقيا، فإن الصرخة المستمرة منذ عقود من الزمان من أجل العدالة تلقي بظلالها على عملية التفاوض بأكملها في مثل هذا الاجتماع الرفيع المستوى.
وأكد على أن إسهاماتها في تغير المناخ تكاد تكون غير ذات أهمية بالنسبة لقارة يبلغ إجمالي انبعاثاتها من الغازات الدفيئة في البيئة حوالي أربعة بالمائة. ومع ذلك، فإنها الأكثر تضرراً بهذه التأثيرات المرتبطة بتغير المناخ.
وشدد الكاتب على الحاجة الملحة إلى التعامل الجدي مع العمل المناخي، ويرى أنه لابد من استغلال الاجتماعات العالمية مثل مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين للإصرار على الالتزامات الكبيرة بالعمل المناخي من جانب البلدان المتقدمة التي تسهم بشكل كبير في هذه الأزمة.
من جانب آخر، أكد الكاتب "بين سيلير" وهو نائب رئيس الطاقة الآمنة لمنطقة أفريقيا في شركة شنايدر إلكتريك العالمية، على أن للذكاء الاصطناعي تبعات مكلفة على كوكب الأرض، مشددًا على ضرورة تركيز الشركات على تقليل بصمتها الكربونية وتشغيل مراكز البيانات الخاصة بها باستخدام الطاقة المتجددة.
ووضح في بداية مقاله الذي نشرته صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية أن الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على قوة الحوسبة، وتتطلب تعقيدات نماذج التعلم الآلي أو التعلم العميق موارد حسابية كبيرة.
ونظرًا لمتطلبات الطاقة الكبيرة للأجهزة الحديثة، فإن هذا يترجم إلى استهلاك طاقة مرتفع للغاية.
وبين أن معظم أبحاث الذكاء الاصطناعي اليوم تركز على تحقيق أعلى مستويات الدقة، مع القليل من الاهتمام بالكفاءة الحسابية أو كفاءة الطاقة.
وأشار الكاتب إلى أن الذكاء الاصطناعي مكلف؛ ومع نمو استخدامه، وخاصة مع التطبيقات الاستهلاكية مثل شات جي بي تي، يتصاعد استهلاك الطاقة بشكل أكبر.
وتطرق لخبرٍ جيد وهو مع تركيز العالم على تغير المناخ، بدأ باحثو الذكاء الاصطناعي في إدراك تكلفة الكربون. وتتساءل دراسة أجراها روي شوارتز وآخرون، من معهد ألين للذكاء الاصطناعي، عما إذا كان ينبغي أن تصبح الكفاءة، جنبًا إلى جنب مع الدقة، أولوية.
وتتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من القوة الحسابية لتدريب معالجة البيانات والتجريب، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون.
وعلى نحو مماثل، ركزت جامعة ماساتشوستس على تأثير الذكاء الاصطناعي على البيئة، من خلال تحليل المتطلبات الحسابية لعمليات البحث عن الهندسة المعمارية العصبية للترجمة الآلية.
ويرى الكاتب أنه لحسن الحظ، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في سعينا العالمي لخفض انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي.
ولفت إلى أن دراسة أجرتها مايكروسوفت وبي دبليو سي عام 2019 توقعت أن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي بنسبة 4٪ (2.4 جيجا طن) بحلول عام 2030.
ويعتقد بأن مع تبني المزيد من الشركات للذكاء الاصطناعي لدفع الابتكار، سيرتفع الطلب على مرافق مراكز البيانات.
وبحلول عام 2025، ستمثل مراكز البيانات 33٪ من استهلاك الكهرباء العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولتقليل بصمتها الكربونية، دعا الكاتب الشركات إلى التأكد من تجهيز مراكز البيانات الخاصة بها للتعامل مع متطلبات الحوسبة عالية الكثافة بكفاءة.
/العُمانية/
أحمد صوبان