الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 9 فبراير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بمستقبل أفريقيا الرقمي، ومدى قدرة الذكاء الاصطناعي في إنقاذ كوكب الأرض بالإضافة إلى مجموعة العشرين وأهداف التنمية المستدامة.

فصحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية نشرت مقالًا بعنوان: "مستقبل أفريقيا الرقمي في ظل ملحمة التيك توك" بقلم الكاتبة "إيان مانجينجا" وهي مؤسسة حاضنة المجتمع الرقمي "ديجيتل جيرل افريكا".

ووضحت الكاتبة في بداية مقالها أن الحظر المؤقت الذي فرضته حكومة الولايات المتحدة على منصة التيك توك قد لفت انتباه العالم، مما أثار مناقشات حول سيادة البيانات والأمن القومي ونفوذ شركات التكنولوجيا الأجنبية.

وترى الكاتبة أنه بينما تتكشف هذه المعركة بين قوة عظمى وعملاق تكنولوجيا صيني، فإن قصّة أكبر تختمر في مكان آخر. سيأتي المليار مستخدم للإنترنت التالي من أفريقيا، ويضع هذا التحوّل الديموغرافي القارة في قلب مستقبل الاقتصاد الرقمي.

وتعتقد الكاتبة بأن أفريقيا أصبحت على استعداد لتصبح الحدود الأكثر حيوية للاقتصاد الرقمي مع أسرع معدلات انتشار الإنترنت نموًّا في العالم،.

وبينت أن ملايين الأفارقة الشباب المتمرسين في مجال التكنولوجيا يستخدمون منصات مثل تيك توك وإنستجرام وفيسبوك لإنشاء المحتوى وبناء الأعمال وتعزيز المجتمعات، مؤكدةً على أن هذه المنصات قد دمجت الاقتصادات الأفريقية في الأسواق العالمية، مما يوفر فرصًا للنمو الاقتصادي والتبادل الثقافي.

وحذرت الكاتبة من أن الاعتماد على المنصات الأجنبية ينطوي على مخاطر كبيرة كما توضح ملحمة تيك توك الحالية.

وقالت إن التكنولوجيا المستوردة تصل غالبًا إلى أفريقيا تحت ستار الابتكار، ولكن القارة لا بد وأن تفحص آثارها على المدى الطويل.

وطرحت عدة تساؤلات: من يستفيد من هذه المنصات؟ هل تعمل على تمكين المجتمعات المحلية أو استخراج القيمة دون إعادة الاستثمار؟ هل هي شاملة، أم أنها تؤدي إلى تفاقم التفاوتات القائمة؟

وشدّدت على ضرورة قيام الحكومات الأفريقية بإنشاء آليات لتقييم الآثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمنصات الأجنبية.

وفي الوقت نفسه، ينبغي للمبتكرين المحليين أن يتقدموا لإنشاء منصات تعالج مشاكل أفريقيا وفرصها. ومن خلال مزج الابتكار بالمساءلة، يمكن لأفريقيا أن تشكل اقتصادًا رقميًّا يخدم شعبها بدلا من استغلالهم.

وأكدت في ختام مقالها على أن ملحمة التيك توك تعد بمثابة جرس إنذار: فالقرارات المتخذة اليوم سوف تحدّد ما إذا كانت أفريقيا ستصبح قوة رقميّة أم مستهلكًا سلبيًّا في اقتصاد تكنولوجي مجزّأ.

من جانبها، ترى الكاتبة "يانا جيفورجيان" وهي مديرة أمانة مجموعة مراقبة كوكب الأرض، أن الذكاء الاصطناعي وحده لا يستطيع إنقاذ الكوكب.

وتعدّ المجموعة عبارة شراكة تضم أكثر من 100 حكومة وأكثر من 100 منظّمة مشاركة، من بينها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والتي تعزّز الوصول الكامل والمفتوح إلى بيانات المراقبة الأرضية.

واستفتحت الكاتبة مقالها الذي نشرته مؤسسة "بروجيكت سينديكت" بالإشارة إلى أن الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا العام والذي تناول فيه المشاركون موضوع "التعاون من أجل العصر الذكي" جاء في وقت حرج بالنسبة للكوكب.

وأوضحت أن النظم الإيكولوجية- التي تعاني تحت ضغط تغير المناخ والدورات المترابطة التي تحافظ على توافر المياه العذبة ورطوبة التربة وصحة المحيطات ونمو النباتات تخرج عن التوازن بوتيرة مثيرة للقلق.

وتطرقت الكاتبة إلى فقدان ما لا يقل عن 420 مليون هكتار من الغابات على مستوى العالم بسبب إزالة الغابات منذ عام 1990، مما تسبب في تسارع فقدان التنوع البيولوجي وتأجيج تقلبات المناخ.

كما انخفضت موارد المياه العذبة بشكل حاد بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وسوء إدارة المياه الجوفية، وتسرب المياه المالحة، والتلوث، وتدهور الأراضي، وزيادة الكثافة السكانية، ومن المتوقع أن يتجاوز الطلب العرض بنسبة 40٪ بحلول عام 2030. وانخفضت أعداد الحياة البرية في موائل المياه العذبة بنسبة 85٪ بين عامي 1970 و 2020.

والمفارقة في نظر الكاتبة هي أننا نستمر في التسبب بتدهور الأنظمة التي تدعم الحياة على الأرض على الرغم من معرفتنا بهشاشتها أكثر من أي وقت مضى.

ونوهت إلى أنه في البحث عن الحلول، غالبًا ما ننظر إلى التكنولوجيا - وخاصة الذكاء الاصطناعي - كعلاج لكل داء.

وترى أن الذكاء الاصطناعي وحده لا يمكنه إنقاذ الكوكب، مشيرةً إلى أنه بدلاً من ذلك، يجب أن نضمن أن الذكاء الاصطناعي يكمل، وليس يحل محل القدرات البشرية لتحقيق إمكاناته الكاملة.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "إل باييس" الأسبانية مقالًا بعنوان: "2024: عام قاتم من حيث الجوع والفقر، مع شعاع غير متوقع من الأمل" بقلم كل من "كيفن واتكنس" و "جونزالو فانجول".

واستهل الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى أن الناس لن يتذكروا عام 2024 باعتباره عامًا طيبًا للتنمية الدولية فقد تباطأ التقدم نحو القضاء على الفقر والجوع، الركيزتين الأساسيتين لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030.

وأضافا: "أن قمة المناخ في باكو كانت بمثابة حدث بيئي عادي وأصبحت ميزانيات المساعدات تحت الضغط، كما أصبحت أفريقيا في قبضة أزمة ديون جديدة. وأصبح جزء كبير من العالم في قبضة القومية الشعبوية التي ترفع شعار "بلدي أولاً".

وفي تتويج لهذا الكتالوج الكئيب، تستعد كرة الهدم البشرية التي تمثلها توجهات الرئيس الأمريكي لشن هجوم جديد على المؤسسات المتعددة الأطراف التي يحتاج إليها العالم لمعالجة مشاكلنا المشتركة.

ويرى الكاتبان أنه رغم العديد من الأشياء السلبية التي حصلت العام الماضي، إلا أن هناك بارقة أمل تمثلت في ظهور بقعة مشرقة واحدة في الأفق في إطار غير متوقع لمجموعة العشرين.

ووضحا أن على مر السنين، أصبح اسم مجموعة العشرين مرادفًا للجمود البيروقراطي، حيث كانت اجتماعاتها تتخللها بيانات مطولة تسبب النعاس، وقوائم تسوق من النوايا الحسنة، ومقترحات سياسية غير مدروسة.

وأكّدا على أن هذا الأمر قد تغير في ظل رئاسة البرازيل، حيث بدأت هذه الصورة تتغير.

ولفتا إلى أنه في خطابه الأول أمام مجموعة العشرين، وضح الرئيس لولا دا سيلفا أن مكافحة الجوع والفقر ستكون على رأس جدول الأعمال.

ونوه الكاتبان إلى أنه في غضون أسابيع، حدد الدبلوماسيون البرازيليون خططاً لإنشاء تحالف عالمي ضد الجوع والفقر (التحالف العالمي) لإحياء أهداف التنمية المستدامة.

ومن وجهة نظرهما فإن تحويل مسار المعركة من أجل أهداف التنمية المستدامة سوف يتطلب اتخاذ إجراءات على جبهات عديدة، وخفض الديون أمر ضروري.

ويعتقدان بأنه من غير المعقول أن تنفق أفريقيا اليوم المزيد من الأموال لسداد الديون مقارنة بالاستثمار في الصحة والتعليم والتغذية.

وشددا على ضرورة أن تكون البنوك الإنمائية المتعددة الأطراف ــ البنك الدولي ونظيراته الإقليمية ــ مجهزة للقيام بدور أكثر حزمًا في مكافحة تغير المناخ ودعم التعافي من أهداف التنمية المستدامة.

وخلاصة القول في نظر الكاتبين أن الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين قد أتاحت فرصة نادرة لإنقاذ بعض الأهداف الأكثر أهمية في أهداف التنمية المستدامة، ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يفسد هذه الفرصة.

/العُمانية/

أحمد صوبان

أخبار ذات صلة ..