الأخبار

خبراء: الأردن يطوّع أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة التغير المناخي
 خبراء: الأردن يطوّع أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة التغير المناخي

إليكم النشرة البيئية

لوكالة الأنباء الأردنية ضمن ملف "فانا"

عمّان في 25 مارس / (العُمانية) – (فانا)/ تبنّت المملكة الأردنية الهاشمية سياسات طموحة واستراتيجيات مستدامة من أجل خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز الطاقة المتجدّدة وحماية التنوع البيولوجي.

وتهدف في المحصلة النّهائية إلى مواجهة التّحديات البيئيّة المتزايدة المتمثّلة في التغير المناخي وشحّ الموارد الطبيعية وارتفاع الطلب على المياه والطاقة عبر تطويع أدوات الذكاء الاصطناعي في تعزيز جهود الأردن البيئية.

وأكّد خبراء لوكالة الأنباء الأردنية على أن التكيّف مع التغير المناخي وإدماج التكنولوجيا الحديثة وتعزيز التعاون الدولي، وتحديث التشريعات البيئية، ودعم الأبحاث العلمية، خطوات أساسية يبذلها الأردن لضمان استدامة جهوده في تحقيق التنمية البيئية المتوازنة.

وأوضح عمر شوشان رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردني أن الأردن تبنى استراتيجيات واضحة للحدّ من انبعاثات الكربون والتكيف مع التغير المناخي، منها السياسة الوطنية للتغير المناخي واستراتيجية طويلة الأمد لخفض الانبعاثات التي تركز على تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وأشار إلى أن هذه الجهود تتجسد في مشروعات كفاءة الطاقة، وتوسيع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وإدماج مسار خاص لتخفيض الانبعاثات ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، الأمر الذي يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، إذ تغطي حوالي 29 بالمائة من إجمالي الطاقة الكهربائية، ما يدعم أمن الطاقة، ويقلل الانبعاثات، ويوفر فرص عمل خضراء تعزّز الاقتصاد الوطني.

وفيما يتعلق بحماية النظم البيئية، لفت إلى أن الأردن وسّع شبكته من المحميات الطبيعيّة، مثل محمية العقبة البحرية، ووادي رم، والموجب، وضانا، والأزرق، و فيفا، وغابات عجلون، التي تعدّ خطوط الدفاع الأولى ضد تأثيرات التغير المناخي.

كما نفذت برامج لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وحماية الأنواع المهدّدة بالانقراض عبر استعادة الموائل الطبيعية وإعادة الإكثار لها في بيئاتها الأصلية.

وبين عمر شوشان أن الأردن يعاني من ندرة المياه والتصحر، ما يؤثر على التنوع البيولوجي. كما اعتمدت الاستراتيجية الوطنية للمياه 2023-2040 لتعزيز إدارة الموارد المائية بكفاءة عبر تقنيات الري الحديثة، وإعادة استخدام المياه المعالجة، ومكافحة تدهور الأراضي. بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات تشجير للحدّ من التصحّر وحماية الموائل الطبيعية.

وعن دور المجتمعات المحليّة، قال إن هناك مشاركة فاعلة في إدارة الموارد الطبيعية، بعد نجاح برامج التوعية البيئية في رفع الوعي بأهمية الاستدامة، رغم تحديات نقص التمويل والضغوط الاقتصادية التي تواجه السكان المحليين.

وتطرق إلى استخدام الأردن الذكاء الاصطناعي لتقييم المخاطر المناخية، وتطبيق تقنيات زراعية مستدامة، مثل الزراعة المائية والمحاصيل المقاومة للجفاف عدا عن تطوير أصناف نباتية تتحمل الظروف القاسية، ما يساعد في ضمان الأمن الغذائي رغم تراجع الإنتاجية بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

وعرض عمر شوشان أبرز التحديات التي تعيق تنفيذ سياسات المناخ، بما فيها نقص التمويل وضعف البنية الأساسية، والضغوط الاقتصادية الناتجة عن استضافة اللاجئين. داعيًا إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمنظّمات الدّولية، وتطوير القدرات المحلية، وتكثيف التدريب، والتركيز على حلول مبتكرة منخفضة التكلفة للتغلب على هذه التحدّيات.

وفيما يخص التعاون الدولي، أشار رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردني إلى أن الأردن يعمل مع الأمم المتحدة، والبنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لتطوير مشروعات بيئية وتمويل مبادرات الطاقة المتجدّدة والتكيّف المناخي. كما شارك الأردن في اتفاقية باريس لتعزيز دوره في الجهود العالمية.

وأكدت البروفيسورة منى هندية، المتخصصة في السياسات البيئية بالمملكة الأردنية الهاشمية أن الأردن يواصل جهوده لمواجهة التغير المناخي رغم تحديات شح المياه، وارتفاع درجات الحرارة، والجفاف من خلال جهود الخطط الحكومية للتكيف مع المناخ، والتي تشمل تحسين إدارة الموارد الطبيعية، وتعزيز قدرة المجتمع المحلي على التأقلم، وتطوير مشروعات بيئية لحماية التنوع البيولوجي.

وأشارت إلى مشروع تعزيز التنوع الحيوي والقدرة على الصمود للنظم البيئية الساحلية في العقبة، الذي يشمل استزراع 200 وحدة من الشعاب المرجانية الاصطناعية، ما يدعم السياحة البيئية ويحافظ على النظام البيئي البحري.

وعن ندرة المياه والتصحر، وضحت أن الأردن يتبنى حلولًا مثل تقنيات الري الذكية، والحصاد المائي، وزيادة استخدام المياه المستصلحة، كما ينفذ مشروعات لاستعادة الأراضي المتدهورة؛ منها إعادة زراعة النباتات المحلية، وتثبيت الكثبان الرملية، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.

وبينت أن مشروعات الطاقة المتجددة تشكل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، حيث يهدف الأردن إلى رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 50 بالمائة بحلول 2030. كما يتم تطوير مشروعات لتخزين الطاقة وتحسين كفاءة الاستهلاك، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس للمناخ.

وحول الأداء البيئي للأردن، لفتت البروفيسورة منى هندية، إلى أن دليل الأداء البيئي العالمي 2024 أظهر تقدم المملكة في مكافحة التلوث والتغيرات المناخية، حيث احتل المركز الـ74 عالميًّا والثالث عربيًّا، كما سجل تقدمًا في إدارة مورد الأسماك، وتقليل انبعاثات الكربون، وتحسين جودة الهواء، رغم التحديات المستمرة في إدارة النفايات، والزراعة، والتنوع البيولوجي.

من جهته، أكد الدكتور عدي الطويسي، المتخصص في تكنولوجيا التعليم واستشراف المستقبل بالأردن أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في التنبؤ بموجات الحر والعواصف الرملية، وتحسين كفاءة الطاقة المتجددة، وتطوير حلول تخزين الطاقة، كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز الزراعة الذكية من خلال تطوير خوارزميات لإنتاج الغذاء بناءً على بيانات المناخ، ما يسهم في ضمان الأمن الغذائي والتكيف مع التغيرات المناخية.

وقال الدكتور أكثم أبو خديجة الباحث في تطوير الأصناف النباتية إن توفر البيانات المناخية الدقيقة يجعل استخدام الذكاء الاصطناعي ضرورة للتنبؤ بتغيرات الإنتاج الزراعي، الأمر الذي يساعد على وضع خطط استراتيجية لضمان توفر الغذاء مستقبلاً.

/العُمانية/

محمد السيفي

أخبار ذات صلة ..