الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 12 مايو /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بأهمية حماية المحيطات، ومساعي إسرائيل لتهجير غزة بالإضافة إلى مستقبل سوق العمل العالمي.

فصحيفة "تايمز أوف مالطا" نشرت مقالًا بعنوان: "نحن المحيط" بقلم الكاتبة: "ساندرين ليلونج".

يدعو المقال إلى تحرك عاجل وعالمي لحماية المحيطات، التي تُعدّ ركيزةً للحياة البشرية والاقتصاد، لكنها تواجه تهديدات خطيرة بسبب التلوث والصيد الجائر وتغير المناخ.

واستفتحت الكاتبة، وهي سفيرة مالطا لدى فرنسا، مقالها بالإشارة إلى أن في الفترة من 9 إلى 13 يونيو القادم، تستضيف فرنسا، بالاشتراك مع كوستاريكا، مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، الذي يعد فرصة تاريخية لتعزيز الحوكمة العالمية وزيادة التمويل والمعرفة لحفظ المحيطات.

وبينت أنه في هذا الحدث الحاسم، سيجتمع حوالي 100 رئيس دولة وحكومة في مدينة نيس، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الباحثين والعلماء والفاعلين الاقتصاديين والناشطين والمواطنين من جميع أنحاء العالم.

وأكدت على أنه في هذه المناسبة، سيكون هدف فرنسا واضحًا وهو: حماية المحيط من خلال إجراءات ملموسة.

ووضحت الكاتبة أن المحيط يُغذي ثلث سكان العالم، ولكنه يعاني من تلوث البلاستيك (8 ملايين طن سنويًّا)، والصيد الجائر، وارتفاع حموضة المياه، مما يهدد التنوع البيئي. كما أن غياب الحوكمة الفعالة، خاصة في أعالي البحار (60% من المحيط)، يؤدي إلى استغلال غير قانوني وتلوث غير منضبط.

وشددت على أهمية أن يترجم مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات إلى "اتفاقيات نيس" ملزمة، مشابهة لاتفاقية باريس للمناخ، لضمان إدارة مستدامة للمحيطات.

وانتقدت الكاتبة التقاعس الدولي وطالبت بإطار عمل ملموس، معتبرةً أن المؤتمر فرصة أخيرة لإنقاذ المحيطات عبر تعاون سياسي ومالي وعلمي غير مسبوق.

وقالت إن التركيز يجب أن ينصب على ثلاثة أمور وهي: (تعزيز الحوكمة) عبر تفعيل اتفاقية لحماية التنوع البيولوجي في أعالي البحار، والتي تحتاج إلى تصديق 60 دولة، و(زيادة التمويل) لدعم الاقتصاد الأزرق المستدام في مجالات مثل الشحن والسياحة، بالإضافة إلى (تعميق المعرفة) فالمحيطات ما زالت مجهولة مقارنةً بالفضاء، مما يستدعي استثمارًا في البحث العلمي.

وأكدت الكاتبة في ختام مقالها على أن المحيط "ليس قضيةً عادية، بل هو رابط عالمي يمس مستقبلنا جميعًا". ودعت إلى وحدة دولية لتحويل المؤتمر إلى نقطة تحول، قائلةً: "المحيط شأن الجميع... مسؤوليتنا المشتركة تتطلب تحركًا الآن لحماية هذا الإرث للأجيال القادمة".

من جانبها، نشرت صحيفة "بانكوك بوست" التايلندية مقالًا بعنوان: "إسرائيل تُهجّر غزة.. وجرائمها بلا عقاب" بقلم الكاتب:جواين داير.

الفكرة الأساسية من هذا المقال هو التركيز على مساعي إسرائيل الخفية وهي تُمهّد لما وصفه الكاتب بـ "الترحيل الكبير" وسط صمت أمريكي مُريب.

وقال الكاتب في بداية مقاله أنه بينما تتمتّع إسرائيل بحصانة أمريكية مطلقة، تعمل على تصعيد عملياتها بعيدًا عن أعين الإعلام.

وأشار إلى أن الهجوم الأخير على سفينة "كونشينس" المدنية قرب مالطا (2000 كم من إسرائيل) بمسيّرات مسلحة – دون أي ردّ دولي – يؤكّد على أنها تتحرّك بلا رادع.

وذكر الكاتب أنه في عام 2010، استفزت إسرائيل العالم بقتل 10 مدنيين على سفينة "مرمرة" قرب غزة، لكن اليوم، تستخدم التكنولوجيا لتنفيذ جرائمها بأقل ضجيج.

ونوه إلى أن المسيّرات تمنحها غطاءً لضرب أهداف بعيدة مع تقليل الخسائر البشرية (وبالتالي التقليل من الاحتجاجات).

والمفارقة أن السفينة كانت تحمل ناشطين دوليين. ويرى الكاتب أنه حتى لو غرقت بمن عليها – فلن يتحرّك أحد.

ووضح الكاتب أنه رغم الشعارات الرسمية عن "تحرير الأسرى وتدمير حماس"، فإن القيادة الإسرائيلية تتحدّث صراحة عن "نقل جماعي" للفلسطينيين من غزة.

وفي هذا السياق، اقتبس تصريح وزير المالية "سموتريتش" وهو يميني متطرّف، حيث قال: "غزة ستُدمَّر كجباليا، ولن يبقى لهم ما يعودون إليه.. النقل الجماعي سيبدأ بطيئًا ثم يتسارع".

ولفت إلى أنه حتى وزير الدفاع "كاتز" أكّد على خطة توسيع "المنطقة الأمنية" عبر إخلاء الفلسطينيين واحتلال أرضهم بشكل دائم.

ويشير الكاتب إلى أن هذه الخطط ليست آراء متطرّفين معزولين، بل سياسة دولة تُنفَّذ الآن.

وخلاصة القول في نظر الكاتب هو أن الترحيل الكبير" بدأ، والنتيجة تتوقّف على ترامب.

ويعتبر أن إسرائيل تُنفّذ خطتها مرحليًّا (70% من غزة أصبحت غير صالحة للسكن بالفعل)، لكن نقطة الضعف الوحيدة هي اعتماد نتنياهو الكلّي على دعم ترامب غير المتوقّع (الذي يُشبه طفلًا عنيدًا في قراراته- بحسب الكاتب).

من جانب آخر، تناول الكاتب محمد أوزير، وهو وزير التعليم التركي الأسبق، في مقاله الذي نشرته صحيفة "ديلي صباح" التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "مستقبل الوظائف 2025"، والذي يتوقع تحولات جذرية في سوق العمل العالمي بحلول عام 2030.

وبحسب المقال، فإن أبرز العوامل الدافعة للتحول هي أولًا: التقدم التكنولوجي، إذ يُتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي والروبوتات والأتمتة المحرك الرئيس لتغيير الوظائف، حيث يتوقع 86% من أصحاب العمل تحولات كبيرة في هذا المجال. كما ستزداد الحاجة إلى مهارات مثل تحليل البيانات والأمن السيبراني والبرمجة والتكنولوجيا المالية.

ثانيًا: وبحسب المقال هو التحول الأخضر ومكافحة التغير المناخي، إذ ستظهر وظائف جديدة في مجالات الطاقة المتجددة والهندسة البيئية والمركبات الكهربائية. كما أن المسؤولية البيئية أصبحت من أسرع المهارات نموًّا لأول مرة.

ثالثًا: التغيرات الديموغرافية، حيث إن الشيخوخة السكانية في الدول المتقدمة ستزيد الطلب على وظائف الرعاية الصحية والتمريض. في حين أن في الدول ذات الشباب الكثيف، سيرتفع الطلب على وظائف التعليم والتدريب.

ورابعًا: التوترات الجيوسياسية والعولمة، إذ إن التجارة العالمية المتغيرة قد تؤدي إلى زيادة وظائف الأمن السيبراني وإدارة المخاطر.

وتطرق الكاتب لبعض الوظائف التي سوف تنشئ بالإضافة إلى الوظائف التي من الممكن أن تنقرض- بحسب تقرير مستقبل الوظائف 2025.

وتشمل الوظائف الناشئة متخصصو الذكاء الاصطناعي، ومهندسو الطاقة الخضراء ومطورو البرمجيات. وسوف تشهد قطاعات الزراعة والبناء والتوصيل والرعاية الصحية نموًا إضافيًا.

في حين أن الوظائف المهددة تشمل الوظائف الإدارية والسكرتارية وإدخال البيانات التي سوف تتراجع بسبب الأتمتة.

ويُتوقع فقدان 8% من الوظائف الحالية (92 مليون وظيفة)، ولكن سيتم تعويضها بـ 14% وظائف جديدة (170 مليونًا).

وأكد الكاتب على أن 39% من المهارات الحالية ستُصبح عتيقة بحلول عام 2030، مما يجعل إعادة التدريب ضرورة قصوى.

ووضح أن 85% من الشركات تخطط لتدريب موظفيها على مهارات جديدة و70% منها ستعطي الأولوية للموظفين ذوي المهارات الحديثة، مشيرًا إلى أن المهارات الأكثر طلبًا سوف تشمل التفكير التحليلي والإبداع والمرونة والقيادة.

ويرى الكاتب أن الأنظمة التعليمية التقليدية غير قادرة على مواكبة هذه التحولات السريعة، مما يتطلب إصلاح التعليم ليكون أكثر مرونة، وتعزيز التعلم المستمر عبر منصات رقميّة وبرامج تدريبيّة بالإضافة إلى ضرورة تعاون الحكومات والقطاع الخاص لتأهيل الأيدي العاملة.

وأكد الكاتب في ختام مقاله على أن التعلم مدى الحياة لم يعد رفاهية، بل شرطًا للبقاء في سوق عمل متغير، محذرًا من أن "من لا يتكيف مع هذه التحولات سيواجه صعوبات كبيرة، بينما سيستفيد من يتبنى التجديد المستمر للمهارات".

/العُمانية/

أحمد صوبان