نيويورك في 19 يونيو/العُمانية/ قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الوضع الإنساني المتردي في السودان يُلقي بظلاله على الأطفال بشكل خاص، وجدَّد دعوته لوقف الأعمال العدائية وإتاحة الوصول دون عوائق للمساعدات الإنسانية، كي يتسنى للمنظمات الإنسانية وشركائها توسيع نطاق الدعم، على الرغم من النقص الهائل في التمويل.
وأشار دوجاريك إلى أن الأطفال يشكلون نصف الأشخاص المحتاجين للمساعدة الإنسانية في السودان والبالغ عددهم 30 مليون شخص، كما يشكلون نصف النازحين بسبب النزاع منذ أبريل 2023 والبالغ عددهم 12 مليونًا.
وذكر أن العاملين في المجال الإنساني على الأرض يُحذرون من أن الأطفال في حاجة ماسة إلى خدمات الحماية، "ولكن بسبب النقص الحاد في التمويل، لم يُتحصل سوى على أقل من 18% من هذا الدعم حتى هذه اللحظة من هذا العام".
وأضاف أن تمويل أنشطة حماية الطفل لا يتجاوز 3%، مع وجود فجوة تُقدَّر بـ 88 مليون دولار عن المبلغ المطلوب، موضحًا أن الأطفال المنفصلين عن أسرهم يواجهون مخاطر متزايدة من الإيذاء والاستغلال والصدمات النفسية.
ووضح دوجاريك أن انتشار الأمراض أثر بشكل كبير على أطفال السودان، مشيرًا إلى أنه منذ تفشي الكوليرا في السودان في يوليو الماضي، تم رصد أكثر من 80 ألف حالة اشتباه بالإصابة، وأكثر من ألفَي حالة وفاة، بينها نحو 7300 حالة إصابة وأكثر من مئتي حالة وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة وحدهم.
وأشار إلى أن هناك انخفاضًا في الإبلاغ عن الحالات الجديدة في ولاية الخرطوم، التي شهدت الشهر الماضي 15 ألف حالة اشتباه بالإصابة. ومع ذلك، حذر من أن قلة الإبلاغ "قد تخفي الحجم الحقيقي لتفشي المرض"، مضيفًا أنه تم تأكيد حالات أيضًا في جنوب دارفور ونهر النيل وولايات أخرى.
وكانت حملة تطعيم ضد الكوليرا في ولاية الخرطوم قد بدأت في 10 يونيو، بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، بهدف الوصول إلى 2.6 مليون شخص تبلغ أعمارهم عامًا واحدًا على الأقل.
وأفاد دوجاريك بأن السودان يواجه أيضًا تفشيًا لمرض الحصبة، ومنذ بداية هذا العام، تم تسجيل أكثر من 2200 حالة اشتباه بالإصابة، بينها خمس وفيات، وكان أكثر من 60% من هذه الحالات بين الأطفال دون سن الخامسة.
وأضاف أن شركاء الأمم المتحدة في مجال الصحة يستجيبون، "ولكن كما هو الحال مع الاستجابة المستمرة للكوليرا، فإن فجوات البيانات المتعلقة بحالات المرض، بالإضافة إلى النقص الحاد في اللقاحات والإمدادات والكوادر المُدرَّبة، تعيق جهودهم".
/العُمانية/
أسماء