الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية
11 سبتمبر 2025

عواصم في 11 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا متنوّعة تناولتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها وتطرّقت إلى معضلة البيانات في التكنولوجيا الصحية، وأزمة المياه العالمية إضافةً إلى الذكاء الاصطناعي ومستقبل الوظائف.

فقد نشرت صحيفة "كوريا تايمز" مقالًا بعنوان "حان الوقت للسيطرة على التكنولوجيا الصحية" بقلم الكاتب "كريستوفر كريسيليوس".

وكشف الكاتب في مقاله عن معضلة أخلاقية محورية في عصر الصحة الرقمية: بينما تعلن شركات مثل آبل عن إنجازاتها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على مليارات الساعات من البيانات الصحية (مثل دراسة آبل للقلب والحركة بمشاركة 160 ألف متطوع)، تظل مسألة ملكية البيانات والاستفادة من قيمتها غامضة ومُستغَلّة.

وأوضح أن الواقع يشير إلى أن البيانات تتدفق في اتجاه واحد (نحو الشركات).

وبيّن أن البيانات البيومترية (معدل ضربات القلب، والنوم، والتوتر، والحمل) تُجمع عبر الأجهزة القابلة للارتداء والتطبيقات، لكنها تُستخدم بشكل أساسي لتعزيز نماذج الربح التجارية، بينما يحصل المستخدمون على "لوحات بيانات سلبية" دون مشاركة حقيقية في العوائد.

ولفت الكاتب إلى أن سياسات الخصوصية واتفاقيات المستخدم تُقرأ نادرًا، ولا تمنح المستخدمين حق السيطرة على إعادة استخدام بياناتهم أو الحصول على حصة من القيمة المُتحققة (والتي تقدّر بمليارات الدولارات).

وقال إن المستخدمين يضطرون للاختيار بين الوصول إلى أدوات الصحة الحديثة والتنازل عن سيطرتهم على بياناتهم، وهو تبادل غير عادل يشبه الإكراه.

وأضاف أن هذه البيانات تُستخدم بالفعل في تحديد أسعار التأمين والتوصيات السريرية، مما يثير مخاوف حول الدوافع الخفية للشركات وانحياز النماذج ضد مصالح المستخدمين.

ودعا الكاتب إلى منح الأفراد حقوقًا قابلة للتنفيذ على بياناتهم، بما يشمل الوصول الشفاف والقدرة على سحب الموافقة والمشاركة في الأرباح الناتجة عن استخدامها.

وشدد على أهمية اعتماد بنى أساسية لامركزية (مثل تقنيات البلوك تشين) تُمكن من مشاركة البيانات بأمان دون التنازل عن الملكية، إضافةً إلى الانتقال من ثقافة الامتثال إلى ثقافة العدالة، حيث يُعد المستخدمون شركاء في الابتكار، لا مجرد مصادر بيانات سلبية.

ويرى الكاتب أن العقد القادم سيحدد ما إذا كانت تكنولوجيا الصحة ستخدم مصالح الشركات العملاقة فقط، أم ستتحول إلى نموذج أكثر إنصافًا يُشارك الأفراد في السلطة والقيمة.

ويعتقد أن الجسم البشري يُنتج البيانات، لذا يجب أن يكون لصاحبه الحق في تقرير مصيرها والاستفادة منها.

وانتقد الكاتب الوضع ودعا لنموذج جديد قائم على العدالة والمشاركة، حيث تكون البيانات الصحية مملوكة للأفراد، لا مُستَغَلّة من قبل الشركات.

من جانبه، كشف الكاتب "مارك غونغلوف" عن أزمة مائية عالمية خفيّة لكنها مدمرة: القارات تفقد المياه العذبة بمعدل ينذر بالخطر، مما يهدد وجود مليارات البشر ويُغذي كوارث اقتصادية وسياسية وبيئية متتالية.

وأشار في مقاله الذي نشرته وكالة "تريبيون كونتينت" إلى أن وفقًا لقياسات أقمار ناسا الصناعية، تفقد القارات المياه العذبة باستمرار منذ عام 2002، حيث تزداد المناطق الجافة جفافًا بسرعة أكبر من زيادة رطوبة المناطق الرطبة.

ونوّه إلى أن المناطق الجافة تتوسع سنويًا بمساحة تعادل ولاية كاليفورنيا، مشكّلةً "مناطق جفاف هائلة" تمتد عبر قارات متعددة من ألاسكا إلى كندا، وجنوب غرب الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى، ومن أوروبا وشمال أفريقيا إلى الصين وماليزيا.

وذكر الكاتب أن 75% من سكان العالم (6 مليارات نسمة) يعيشون في مناطق تناقصت فيها المياه العذبة.

ومن وجهة نظره فإن الأسباب هي تغير المناخ وسوء الإدارة البشرية، منوهًا إلى أن تغير المناخ يطيل فترات الجفاف ويزيد شدتها عبر التبخر.

ويرى أن السلوك البشري هو العامل الأكبر. وقال في هذا السياق: "يتم استنزاف المياه الجوفية من قبل البشر حيث تُستخدم لري محاصيل مثل البرسيم (لغذاء الأبقار التصديرية) في مناطق مثل حوض نهر كولورادو، الذي فقد ما يعادل بحيرة ميد كاملة منذ عام 2003".

وأضاف أن الصناعات تُعد كثيفة الاستهلاك للماء، مثل مراكز البيانات (قد تستهلك 74 مليار جالون سنويًا في الولايات المتحدة بحلول 2028)، والتي تُبنى غالبًا في مناطق تعاني أصلاً من شح المياه.

وفيما يتعلق بالتأثيرات، أوضح الكاتب أنها تشمل عدة مجالات. ففي الزراعة مثلًا، جفاف المحاصيل والثروة الحيوانية في جنوب أفريقيا يعرّض 90 مليون شخص لخطر الجوع. وفي التجارة، انخفاض منسوب المياه في قناة بنما يعطّل حركة السفن الكبيرة.

وفي الاقتصاد، جفاف تايلاند والهند يرفع أسعار السكر، وجفاف إسبانيا يرفع أسعار زيت الزيتون. وفي الطاقة، تراجع الطاقة الكهرومائية (مثل زامبيا والغرب الأمريكي) يؤدي إلى انقطاع الكهرباء.

وقدم الكاتب بعض الحلول العملية من وجهة نظره، مثل الحد من استخدام الوقود الأحفوري لتخفيف احترار الكوكب، وتقليل استهلاك اللحوم والمحاصيل كثيفة الاستهلاك للماء، وزراعة محاصيل مقاومة للجفاف وتحسين كفاءة الري، وإعادة بناء الأراضي الرطبة وتحسين تجميع مياه الأمطار، إضافةً إلى التوقف عن اعتبار المياه موردًا لا نهائيًا واعتماد سياسات ترشيد صارمة.

وأكد على أن أزمة المياه هي كارثة عالمية تتطلب استجابة عاجلة. والخطوة الأولى هي الاعتراف بخطورتها واتخاذ إجراءات جماعية -من الأفراد إلى الحكومات- قبل فوات الأوان.

وحذّر الكاتب في ختام مقاله من أن الجفاف ليس مجرد مشكلة إقليمية، بل أزمة تهدد الاستقرار العالمي، وحلّها يتطلب إرادة سياسية وتغييرًا جذريًا في كيفية إدارتنا للموارد المائية.

من جانب آخر، يرى الكاتب "ستيفن جين" أن الذكاء الاصطناعي والأتمتة قد وصلتا إلى نقطة تحول تاريخية، حيث لم تعد التكنولوجيا تُنشئ وظائف جديدة بالوتيرة الكافية لتعويض الوظائف التي تُدمرها، مما سيُحدث تأثيرات عميقة على الاقتصاد والحكومات والعلاقات الدولية.

وقال في مقاله الذي نشرته صحيفة "بانكوك بوست" التايلندية إن في الوقت الذي أسهمت فيه التكنولوجيا في إيجاد وظائف جديدة في الماضي (60% من الوظائف الحالية لم تكن موجودة في عام 1940)، تشير أبحاث حديثة إلى أن التكنولوجيا تدمر وظائفًا أكثر مما تُنشئ منذ عام 1980.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يعزز هذا الاتجاه لأنه أذكى من الإنسان العادي في العديد من المهام، خاصة في المهن الإدارية والتقنية، مما يهدد 15-30% من الوظائف في الأسواق المتقدمة.

وبيّن الكاتب أن البطالة الجماعية الناتجة عن الأتمتة قد تُقلل الطلب على السلع والخدمات رغم زيادة المعروض، مما يؤدي إلى انكماش هيكلي، منوهًا إلى أن الحكومات (مثل الولايات المتحدة) ستضطر إلى التدخل لتحويل الدخل من أصحاب التكنولوجيا إلى العاطلين، عبر برامج إعادة توزيع ضخمة.

وأوضح أن الدول التي ستتفوق هي تلك التي تبتكر وتوظف التكنولوجيا بشكل أفضل.

وفي هذا السياق، يرى الكاتب أن الولايات المتحدة والصين هما في المقدمة بسبب السياسات الصناعية القوية التي تدعم الابتكار، والهيمنة على "التقنيات العقلية" مثل الذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى أن حرب التكنولوجيا بينهما ستكون أطول وأكثر أهمية من الحرب التجارية، لأنها ديناميكية وتتعلق بالتطور المستمر، وليس المزايا الثابتة.

وأكد على أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تطور تقني، بل قوة تحويلية ستُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، وتوسع دور الحكومات، وتعمق التنافس بين القوى العظمى.

ويعتقد الكاتب أن المستثمرين والحكومات بحاجة إلى الاستعداد لعالمٍ يُصبح فيه الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسًا للقيمة والصراع.

ومن وجهة نظره، فإن استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي قد يكون حتميًا، وأن تأثيره سيمتد إلى ما هو أبعد من الاقتصاد والسياسة، مما يتطلب استجابة استباقية من الحكومات والمجتمعات على حدٍ سواء.

/العُمانية/

أحمد صوبان