الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية
09 أكتوبر 2025

عواصم في 9 أكتوبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا متنوّعة تناولتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها، وتطرّقت إلى فرص نجاح خطة الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب في فلسطين، وإلى "أسرار العيش حتى عُمر المائة عام"، وإلى دور الذكاء الاصطناعي في إصلاح النظام الصحي.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالًا بعنوان "السبيل الوحيد لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس" بقلم توماس فريدمان (الكاتب الحائز على ثلاث جوائز بوليتزر، وقام بتأليف سبعة كتب، منها كتاب "من بيروت إلى القدس"). طرح الكاتب سؤالًا عمّا سيكون بإمكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إنهاء "أسوأ حرب" بالجولة الأخيرة من محادثات السلام في مصر، حيث يُنتظر أن تجتمع وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة، وبيّن في سياق المقال وجهة نظره التي تُفيد بأن هذه الجولة ستكون مختلفة، وتحدّث عن العقبات التي لا تزال تعترض سبيل تحقيق السلام الدائم.

قال الكاتب إن هذه الحرب استمرت عامين دون أن يُبدي الطرفان رغبة في التنازل، لكن الآن، بناءً على مبادرة من الرئيس ترامب، يحاول الجانبان، حماس وإسرائيل، التوصل إلى وقف لإطلاق النار يشمل عودة جميع الأسرى الإسرائيليين وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، المئات منهم في السجون الإسرائيلية؛ وانسحاب إسرائيلي من معظم غزة على الأقل إلى منطقة حدودية، تمهيدًا لإخلاء الطريق لقوة حفظ سلام دولية لدخول غزة وتأمين المناطق التي يتم خروج إسرائيل منها، وتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية لإدارة غزة بشكل أساسي، إضافةً لتعيين هيئة دولية برئاسة الرئيس ترامب للإشراف على إعادة إعمار غزة.

وصف الكاتب الخطة بأنها "بالغة التعقيد" في وضع هش للغاية، نظرًا لأن حماس سترغب في الاحتفاظ ببعض الأسلحة على الأقل لشعبها لحماية نفسها، حتى تتمكن من لعب دور سياسي في غزة ما بعد الحرب، بينما ستتوخّى إسرائيل الحذر الشديد بشأن مدى انسحابها من غزة ونوع الترتيبات الأمنية للانسحاب. لكنه أردف قائلاً إن ما يُثير اهتمامه في هذه الخطة هو أنها تحمل في طياتها بذور ما يعتقد أنه الحل الوحيد الممكن حاليًا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويرى الكاتب أنه إذا أردنا الوصول إلى حل الدولتين لشعبين، فسيتطلب الأمر وجود هيئة دولية تُشرف على كلٍّ من غزة والضفة الغربية، لطمأنة الإسرائيليين بعدم وجود أي تهديد قادم من هاتين المنطقتين، وأنهم لن يضطرّوا إلى الاعتماد على الوعود الفلسطينية بنزع السلاح، ولطمأنة الفلسطينيين برحيل الإسرائيليين، وتمكينهم من بناء سلطة حكم خاصة بهم غير فاسدة.

ويعتقد أن حل الأزمة يتطلب العودة إلى نوع من التفويض العربي الدولي للإشراف على إعادة إعمار غزة، والإشراف على إعادة بناء الحكم الفلسطيني في الضفة الغربية. وأوضح الكاتب أن الأطراف المعنية وصلت إلى هذه المرحلة والتفكير في إجراء مثل هذه المحادثات نظرًا لعدة عوامل، منها: (1) البُعد الإقليمي الذي شهدته المواجهة العسكرية هذه المرة ودخول أطراف إقليمية ودولية فيما سُمّي بحرب الأيام الاثني عشر، و(2) التطوّر السياسي الذي حدث خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية في سياق تحوّل مراكز الثقل في العالم العربي لدول في المنطقة لها اهتمام خاص بوقف إطلاق النار في غزة والانتقال لنمط مختلف من الحكم الفلسطيني، و(3) شعور الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة بأنهم منهكون من فقد الأرواح والتهجير من ديارهم ما بين أربع أو خمس أو ست مرات، و(4) خشية رئيس الوزراء الإسرائيلي من المحاسبة وشعوره بأنه أصبح في عزلة بعدما حاصره ترامب وأجبره على قبول هذه الصفقة بعد فشله في التجاوب مع صفقة مشابهة كان قد عرضها الرئيس الأمريكي السابق (جو بايدن)، والطريقة التي خاضت بها إسرائيل هذه الحرب دون الاهتمام بالضحايا المدنيين الفلسطينيين، و(5) رغبة ترامب في الحصول على جائزة نوبل للسلام.

وقال الكاتب في ختام مقاله إن الحفاظ على هذا الحل يتطلب جهدًا كبيرًا من الجميع ومن وزير الخارجية الأمريكي، ويعتمد على ما إذا كان بإمكان إدارة ترامب التمتع بالاهتمام والطاقة والتركيز اللازمين يوميًا لإبقاء هذا الحل المعقد على المسار الصحيح.

وفي سياق مختلف، نشرت مجلة "تايم" مقالًا بعنوان "اكتشاف أسرار العيش حتى سن الـ100 عام" بقلم الكاتبة دومينيك موسبرجن، التي استهلّت مقالها بنصيحة ستايسي أندرسن، عالمة الأعصاب في جامعة بوسطن والمدير المشارك في دراسة (نيو إنجلاند) للمعمرين—أكبر دراسة تُجرى حول المعمرين وعائلاتهم في العالم.

وقالت إن الدراسة المُشار إليها—التي شملت أكثر من 3000 معمر على مدار تاريخها الممتد لمدة 33 عامًا—تكشف العوامل الوراثية وخيارات نمط الحياة والتأثيرات البيئية التي يبدو أنها تلعب دورًا في طول عمر الأشخاص الذين يصلون إلى 100 عام فما فوق، وأضافت أن الباحثين يأملون من خلال دراسة المعمرين أن يجدوا علاجات ويتعرّفوا على العادات والعوامل البيئية التي يمكن أن تساعد الجميع على عيش حياة صحية لفترة أطول.

وقالت الكاتبة إن العالمة أندرسون أوضحت بأن المعمرين في المتوسط لا يدخنون ولا يتناولون الخمور بشكل مفرط، ويتبعون نظامًا غذائيًا متنوعًا، ويتمتعون بروح اجتماعية، ولا يكترثون للأمور التافهة، يقضون عادةً سنوات أطول من حياتهم بصحة جيدة، كما أنهم يميلون إلى الشعور بتحقيق هدف معيّن في حياتهم، ويمكنهم إيجاد السعادة في حياتهم اليومية حتى آخر العمر.

واستعرضت العالمة بعض النقاط الأساسية في الدراسة التي تجريها مجلة نيو إنجلاند حول المعمّرين، موضّحة أن الدراسة بدأت عام 1995 على يد الدكتور توماس بيرلز، طبيب أمراض الشيخوخة بجامعة بوسطن، عندما تم تكليفه برعاية مريضين اثنين كان يزيد عمرهما عن 100 عام وكانا يعيشان في دار رعاية للمتقاعدين. وأشارت العالمة إلى أن الدكتور بيرلز عبّر عن دهشته عندما اكتشف أن المريضين اللّذين أوكل بهما خالفا معتقدًا سائدًا يفيد بأنه "كلما تقدمت في العمر، ازدادت حالتك المرضية سوءًا"، وأنهما، على العكس مما توقع، كانا من أكثر مرضاه صحةً ونشاطًا، بل ويُقدّمان حفلات موسيقية على البيانو للمجتمع.

واستطردت بأن الدراسة شملت أكثر من 3000 معمّر من جميع أنحاء العالم، وأفادت بأن "ما لاحظناه مع معمّرينا هو أنه كلما تقدموا في العمر، زادت صحتهم، لأنهم، في المتوسط، قد أخّروا أو تجنّبوا العديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر بشكل ملحوظ". وقالت إن العوامل الوراثية تمثّل في الغالب 25% فقط من طول العمر، أما الباقي فيتعلق بالسلوكيات الصحية التي يتبعونها، بما في ذلك نظام الغذاء وممارسة الرياضة بشكل معتدل يوميًا.

وذكرت العالمة أنه بالنسبة للمعمرين الذين يعيشون حتى سن 105 فأكثر، تمثّل العوامل الوراثية حوالي 75%، علمًا بأن الجينات المرتبطة بالمتغيّرات الوراثية المساهمة في إطالة العمر ليست جينًا واحدًا أو اثنين، بل حوالي 200 مُتغير وراثي، هذا بالإضافة لكون الدراسة تشير إلى أن المعمّرين مزوّدون بعوامل وقائية لا زالت تحت الدراسة.

وأشارت إلى أن المعمرين يتمتعون بمناعة أفضل، ولديهم قدرة أفضل على إصلاح الحمض النووي، ويبدو أن خلاياهم تتفاعل بشكل مختلف مع الإجهاد، وأن الباحثين يحاولون التعمق في هذه الآليات التي يمكن ترجمتها إلى حبوب تُحاكي نفس التأثيرات.

وحول العوامل البيئية وعادات نمط الحياة التي تُساهم في طول عمر المعمرين، قالت العالمة أندرسون إن "المعمرين يتمتعون بصحة نفسية جيدة جدًا، ويميلون إلى الحصول على درجات منخفضة في العصبية، ولا يقلقون كثيرًا بشأن الأمور السيئة التي تحدث، بل يستطيعون تغاضيها والمضي قدمًا، علاوة على كونهم يميلون إلى أن يكونوا منفتحين للغاية والتعرف على أشخاص جدد، وهذا يُعزز شبكاتهم الاجتماعية ويُساعدهم في الحفاظ على قوة عقولهم".

وأضافت العالمة أندرسون أن المعمّرين الذين شملتهم الدراسة يقولون إنهم لم يتبعوا أي نظام غذائي محدد، ولم يذهبوا إلى صالة الألعاب الرياضية، لكنهم ظلّوا مشغولين، وكانوا حريصين على عدم الإفراط في تناول الطعام، وتناولوا مجموعة متنوعة من الأطعمة.

وفي رد على سؤال عمّا إذا كان جنس المعمّر يلعب دورًا، أي نسبة الذكر للإناث بين المعمّرين، قالت العالمة إن "حوالي 85% من المعمرين لدينا هم من النساء، لكن المثير للاهتمام هو أن الرجال الذين يعيشون حتى سن المائة يميلون إلى التمتع بصحة أفضل".

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالًا بعنوان "قد يكون الذكاء الاصطناعي هو أملنا الأفضل لإصلاح نظام الرعاية الصحية"، بقلم الكاتبة ليانا س. وين، التي ترى أن التكنولوجيا، إذا تم استخدامها بشكل صحيح، قد تحقق ما لم تتمكن الإصلاحات التقليدية من تحقيقه.

قالت الكاتبة في مستهل مقالها إن إدارة الرعاية الصحية لا تزال تُشكّل أحد أكثر التحديات في ظل الزيادة المستمرة في التكاليف وتفاوت فرص الاستفادة من الخدمات الصحية، على الرغم من الجهود الحثيثة التي بُذلت، على سبيل المثال، لزيادة عدد القوى العاملة في هذا القطاع. وعقّبت بأن لدى الدول عاملًا جديدًا للتفاؤل، وهو الذكاء الاصطناعي، الذي عبّرت عن الفكرة الرئيسية حول أهميته خبيرة المعلومات شارلوت بليز في كتاب لها بعنوان "دكتور بوت: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينقذ الأرواح".

وأضافت أن أطباء الجهاز الهضمي يستخدمون هذه التقنية بالفعل أثناء تنظير القولون للكشف بشكل أفضل عن السلائل ما قبل السرطانية، بينما يستخدم أخصائيو الأشعة هذه التقنية للكشف عن المزيد من سرطانات الثدي في صور الثدي الشعاعية. وأردفت أن الخوارزميات المعززة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد في مغادرة المرضى المقيمين في المستشفيات المعرضين لخطر تفاقم حالتهم الصحية، موضحة أنه "قد ثبت أن العديد من الأنظمة المعززة بالذكاء الاصطناعي تقلل من معدل الوفيات داخل المستشفى، كما أثبتت الدراسات أن الذكاء الاصطناعي لا يقل فعالية عن الأطباء في كتابة تعليمات الخروج".

وأقرّت الكاتبة بأنها كانت تشكك في تحقيق الذكاء الاصطناعي للغايات المرجوة منه، لكن الحجج التي جاءت بها خبيرة المعلومات شارلوت بليز أعادت صياغة نظرتها لدور الذكاء الاصطناعي في الطب بثلاث طرق مهمة. أولًا: أن روبوت الذكاء الاصطناعي ربما يكون أفضل من عدم وجود رعاية طبية على الإطلاق، وأن الذكاء الاصطناعي قد يوفر فحص الموجات فوق الصوتية قبل الولادة، وأنه يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحليل عينات الدم للكشف عن الملاريا، لتوسيع نطاق التشخيصات المنقذة للحياة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ثانيًا: سيتطلب صعود الذكاء الاصطناعي إعادة النظر في القوى العاملة الصحية نفسها، حيث ستكون هناك حاجة إلى مهارات جديدة، وربما أنواع جديدة من الأطباء، وإذا لم يتولَّ الأطباء قيادة الحوار الآن، فإنهم يُخاطرون بالتهميش في المستقبل القريب، حيث أشارت خبيرة المعلومات إلى أنه قد يكون من الأفضل الحصول على النوع المناسب من التدريب، وأن ممرضة مُدربة على الذكاء الاصطناعي وتستخدم أحدث أدوات التشخيص قد يكون بإمكانها تقديم رعاية أفضل من طبيب يُصرّ على ممارسات عفا عليها الزمن. ثالثًا: يُوفّر التبني السريع للذكاء الاصطناعي فرصًا لإجراء حوارات مجتمعية على نطاق أوسع الآن.

وطرحت الكاتبة تساؤلين على النحو التالي: (1) "على الرغم من صحة نظرية أن التكنولوجيا قادرة على توسيع وتحسين فرص الكشف عن الأمراض، هل نحن مرتاحون لاستبدال العنصر البشري في الرعاية بالتكنولوجيا؟"، و(2) "كيف سيساعد الذكاء الاصطناعي المرضى الذين لا يزالون غير قادرين على تحمل تكاليف العلاج بواسطة التكنولوجيا الحديثة؟".

وفي ختام مقالها، قالت الكاتبة إن الذكاء الاصطناعي يحمل وعودًا حقيقية بمعالجة أكثر مشاكل الرعاية الصحية تعقيدًا، ولكن يجب توجيه فوائده للمرضى بدلًا من شركات التكنولوجيا. وأضافت أنه سيكون من المؤسف أن تتسبب ثورة الذكاء الاصطناعي (التي يُنتظر منها إضفاء الطابع الديمقراطي في مجال الرعاية الصحية) في تعميق عدم المساواة وإعطاء المرضى سببًا آخر لفقدان الثقة في النظام الصحّي.

/العُمانية/

عبدالرحيم بشارة